مارينا السعيدية: الجوهرة الزرقاء تتجدد في حلة عصرية

مارينا السعيدية، التي طالما كانت محط أنظار المصطافين، تشهد اليوم نهضة تنموية شاملة، تجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس رؤية المغرب الطموحة لمستقبل قطاعه السياحي.
تحت إشراف شركة السعيدية للتنمية (SDS)، وبتنسيق وثيق مع السلطات المحلية، تسير عجلة التطوير في مارينا السعيدية بوتيرة متسارعة، محققة إنجازات ملموسة على أرض الواقع. فالمشهد الحضري للمارينا يشهد تحولاً جذرياً، يمزج بين الهندسة المعمارية المعاصرة والطابع التراثي الأصيل.
الجداريات الضخمة، التي تزين واجهات المباني، تمثل نقلة نوعية في المشهد البصري. هذه الأعمال الفنية، التي نفذتها أيادٍ مغربية وأخرى أجنبية، لا تقتصر على كونها عناصر جمالية فحسب، بل تعد وسيلة مبتكرة لسرد التاريخ الثري للمنطقة وإبراز هويتها الثقافية الفريدة. كل جدارية تروي قصة، وكل لون يعكس جانباً من تراث المغرب العريق.
وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز جاذبية الفضاءات العامة، تم تركيب مظلات ملونة. هذه المظلات، بتصميمها المبتكر وألوانها المتناغمة، تؤدي وظيفة مزدوجة: فهي توفر الظل اللازم للمتنزهين خلال ساعات النهار، وتتحول في المساء إلى منحوتات ضوئية تضفي على المدينة سحراً خاصاً، مما يساهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية حتى ساعات متأخرة من الليل.
في سياق متصل، تولي السلطات المحلية اهتماماً بالغاً لمسألة الأمن، إدراكاً منها لأهميته في جذب السياح. فانتشار رجال الأمن، يعزز الشعور بالأمان لدى الزوار، سواء كانوا من داخل المملكة أو من خارجها.
وفي إطار الحرص على تنويع العرض السياحي، تم إطلاق برنامج حافل بالأنشطة الثقافية والترفيهية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية. من المهرجانات الموسيقية إلى ورش العمل الفنية، ومن الرياضات المائية إلى الجولات الاستكشافية، تقدم السعيدية باقة متنوعة من التجارب التي تثري إقامة زوارها وتلبي مختلف الأذواق والاهتمامات.
رغم هذه الإنجازات الملموسة، تدرك الجهات المسؤولة أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق الرؤية الطموحة المرسومة لمارينا السعيدية. فتحدي تطوير شبكة النقل العام، وضبط أسعار خدمات النقل الخاص، يبقى على رأس الأولويات لضمان تجربة سياحية متكاملة وميسرة للجميع.
إن التحول الذي تشهده “مارينا الجوهرة الزرقاء” ليس مجرد تغيير في المظهر الخارجي، بل هو إعادة صياغة لهوية، تمزج بين عراقة الماضي وتطلعات المستقبل، لتقدم للعالم صورة مشرقة عن المغرب الحديث – مغرب الانفتاح، والإبداع، والضيافة الأصيلة