بوابة المغرب الشرقي: ربيع كنفودي
في الوقت الذي نجد فيه رؤساء مجالس منتخبة، يتسابقون مع الزمن من أجل تأهيل الجماعات التي يشرفون على تسييرها وتدبيرها ، لازال بعض الرؤساء الذين منحت لهم صفة رئيس إما بمحض الصدفة أو عن طريق الخطأ، تائهون و”تالفون”، لم يستطيعوا تحقيق أي شيء منذ انتخابهم إلى يومنا هذا.
ولنا في هذا الشأن نموذجين اثنين، الأول الذي يعمل منتخبوه وفي المقدمة رئيس الجماعة على النهوض بالمدينة التي وضعت وجددت فيه الثقة، ويتعلق الأمر برئيس جماعة بركان ، الجماعة التي أصبحت تنافس باقي الجماعات الكبرى على المستوى الوطني، حيث استطاع المجلس الذي يرأسه محمد الإبراهيمي على تغيير معالم المدينة من خلال اعتماد مشاريع تنموية جعلت من إقليم بركان إقليما رائدا على جميع المستويات. ولعل تفعيل المشروع الحضري، على مستوى البنيات التحتية، والانارة العمومية يبقى خير دليل على رغبة الرئيس وباقي الفاعلين من منتخبين وشركاء في النهوض بالمدينة والإقليم.
أضف إلى ذلك، أن هذا التأهيل الذي يسهر الرئيس على تنزيله طبقا لما تنص عليه مواد القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات في الباب المتعلق بصلاحيات الرئيس، لم يكن ليتحقق، لولا المقاربة التشاركية التي يعتمدها الرئيس ليس فقط مع المكتب المسير والمجلس، وإنما مع مختلف الشركاء، وفي المقدمة المجتمع المدني الذي يعتبر شريكا أساسيا في التنمية المحلية.
في المقابل، وعلى بعد 50 كلم من مدينة بركان، لازالت مدينة وجدة الألفية تعاني الكثير، والسبب في ذلك غياب الفاعل الحقيقي، وهنا نتحدث عن رئيس الجماعة الذي منذ توليه هذا المنصب لم يقدم أي شيء أو إضافة نوعية لهذه المدينة التي كانت ولازالت إما ضحية حسابات سياسية ضيقة، وإما ضحية فشل من توكل لهم مهام تدبيرها، وهو ما نعيشه اليوم مع هذا المجلس الذي يسير بمنطق “أنا وحدي نضوي البلاد”،
وحتى إن افترضنا ان هذا المنطق صحيح، فلازالت وجدة تعيش الظلام الدامس على مستوى العديد من الأحياء الشعبية، وكذا على مستوى بعض الشوارع والازقة، يعني أن ضوء الرئيس لوحده غير كاف تماما.
أيضا، لازالت وجدة تعاني من طرقات مهترئة، حفر هناوهناك، وكأن هذا المجلس الذي يرأسه حزب التجمع الوطني للاحرار الذي رفع شعار حملته الإنتاخبية “تستاهل ما أحسن”، يسعى إلى تقديم الشكر والجزاء للمواطن الذي صوت لصالحه من خلال تقديم حفرة له كهدية.
فأين هو الرئيس التجمعي الذي صوتت عليه ساكنة وجدة وخالف الوعد معها، أليس من صلاحياته كما تنص على ذلك المادة 100 من القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات، “اتخاذ التدابير الرامية إلى سلامة المرور في الطرق العمومية وتنظيفها وإنارتها، ورفع معرقلات السير عنها…” فأين هي سلامة الطرق، وأين هي الإنارة العمومية التي تعتبر أحد ركائز الأمن بالمدينة.
اليوم، وجب على رئيس جماعة وجدة، أن يغير من عقليته في تدبير أمور الجماعة والمدينة، والدليل، أن هذه العقلية التي تعتمد على الأحادية في التسيير وتهميش المكتب المسير والمنتخبين، وحتى الكفاءات من الموظفين والأطر الجماعية التي باتت تقدم طلبات الإعفاء من المسؤولية بسبب هذا النهج، لم تقدم أية إضافة نوعية لا للمدينة ولا للساكنة.
اليوم وفي ظل المنطق الذي يسير به رئيس جماعة وجدة، تبقى مدينة وجدة هي الخاسر الأكبر، والتاريخ سيسجل أن الرئيس كان ومعه الإدارة الجماعية، التي أصبحت هي “دار الإفتاء” لما يتخذه من قرارات، كانا سببا وراء انتكاسة المدينة خصوصا ونحن على أبواب السنة الثالثة من انتخابه لاشيء يذكر سوى بعض الخرجات المحتشمة…
تعليقات ( 0 )