مهام المستشار الجماعي في ظل القانون والواقع..

بوابة المغرب الشرقي

على ما يبدو، ونحن نقترب على سنتين من انتخابات المجالس الجماعية والجهوية، وأتحدث هنا بصفة خاصة عن الجماعات الترابية التي ينظمها القانون التنظيمي 113.14، أن العديد من المستشارين الجماعيين، الذين كانوا بالأمس القريب يتهافتون عن الترتيب في اللوائح الانتخابية، أو أولئك الذين لا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالاحزاب، لازالوا لم يستوعبوا بعد دورهم الأساسي داخل المجالس المنتخبة.

فمنهم من يعتقد ان المستشار المجلس الجماعي بمجرد حصوله على مقعد بالجماعة يصبح هو الآمر الناهي، يتسلط ويصبح متجبرا ومتحكما ليس مع الأعضاء والموظفين، بل حتى مع الساكنة التي انتخبت عليه ووضعت ثقتها في شخص ليمثلها أحسن تمثيل، وهذا حال الكثير منهم، ولعل النموذج التي تقدمه جماعة لبصارة التابعة لنفوذ عمالة وجدة أنكاد، يبقى نموذجا حيا لعضو عوض أن ينشغل باهتمامات الساكنة ومعاناتهم، بات مشغولا بسيارة فاخرة وتهديد المواطنين، بل حتى تهديد الجماعة، حسب ما تم الإفادة به من قبل العديد من المواطنين، آخرهم قدمها في شكاية مكتوبة موجهة للنيابة العامة.

وهنا، لا بد من التذكير لمثل هذه النماذج من الأعضاء، لعل الذكرى تنفع المؤمنين وليس المتسلطين. إن الدور الأساسي للمستشار الجماعي خلال الولاية الانتدابية هو حضور الدورات ومناقشة جدول الأعمال الذي يعرضه رئيس المجلس الجماعي بمساعدة مكتبه، وهنا يبرز الدور الريادي الذي يلعبه المستشار، في مدى تواجده، ومدى فاعليته، فهو إنعكاس لنبض الناخبين الذين وضعوا ثقتهم فيه ويكون قوة اقتراحية بإقتراح نقط في جدول الأعمال عبر مراسلة الرئيس، ومناقشة النقاط المعروضة وقبول المعقولة منها ورفض النقاط التي يراها غير صالحة. فالمستشار الجماعي له الحق في طرح أسئلة كتابية على رئيس المجلس، ويكون الرئيس ملزما بالإجابة خلال الدورة المقبلة.

يعتبر المستشار الجماعي هو صلة الوصل بين المواطن والجماعة في إطار إختصاصاتها، ينقل همومهم و معاناتهم، يقترح الحلول، يدفع في اتجاه حلها. فهو ليس فقط رقما يكتمل به النصاب، ولكن هو مؤثر في سيرورة العمل الجماعي، تصويته على قرار او مشروع يمكن أن يؤثر على المدينة ويرهنها لسنوات لذلك يجب أن يكون ملما و عارفا متى سيرفع يده بقبول أو رفض نقطة ما في جدول الأعمال.

وتبقى أهم الأدوار التي يلعبها المستشار الجماعي، هو مشاركته الفعالة في إعداد برنامج العمل، والذي هو وثيقة إجبارية تكون مبنية على الإمكانيات المتوفرة و طموح المجلس في الارتقاء بالمدينة بإشراك كافة الفاعلين المدنيين و المسؤولين من مختلف المصالح.

تلكم هي صورة موجزة عن مهام ودور المستشار الجماعي، فهي بعيدة كل البعد عن تلكم الصورة التي أصبحنا نرى عليها بعض المستشارين العربدة والطغيان لأبعد الحدود، وأحيانا أخرى نهج سياسة “لعصا فالرويدة”، أو كما يتداول، “حقي ولا نعارض ونغني..”