بوابة المغرب الشرقي/ متابعة
احتضنت مدينة الناظور، نهاية الأسبوع، حفل تقديم كتاب “مدينة الناظور المغربية في النصف الأول من القرن العشرين .. العمارة والتاريخ الحضري”، من تأليف كل من أنطونيو برافو نييتو، وخوان أنطونيو بيلفير كاريدو، ومنتصر لوكيلي.
وتوخى هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة بين معهد ثيربانتيس بالمغرب، ومؤسسة بالياريا بالمغرب، وهيئة المهندسين المعماريين بالناظور – الحسيمة، تسليط الضوء على الخصائص العمرانية لمدينة الناظور في النصف الأول من القرن العشرين.
وأبرز رئيس هيئة المهندسين المعماريين بالناظور – الحسيمة، محمد الشيخ، في كلمة افتتاحية، أن هذا الكتاب يروم تقديم تاريخ العمارة بالناظور، والتعريف بمجموعة من البنايات الكولونيالية التي يعود تاريخ بنائها إلى المرحلة الاستعمارية الممتدة على طول النصف الأول من القرن العشرين، مضيفا أن فن العمارة هو نتاج إنساني وإبداع فكري وموروث حضاري يستوجب الاهتمام به و المحافظة عليه.
من جهته، أشار مدير معهد ثيربانتيس بفاس وفرعه بالناظور، ميغيل أنخيل سانخوسي ريبيرا، إلى أن الناظور تزخر بعدد من البنايات والثكنات والفنادق التي يعود تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية؛ كالنادي البحري، وثكنة الريكولاريس، وفندق السلام الذي سبق وأن نزل فيه الزعيم الجنوب إفريقي، نيلسون مانديلا، داعيا إلى تثمين هذا التاريخ المعماري حتى يساهم في التنمية الاقتصادية والسياحية للناظور.
بدوره، أكد مدير مؤسسة بالياريا بالمغرب، رافائيل رودريغيز كالابويغ، أن الهندسة المعمارية لأي منطقة هي وسيلة لقراءة تاريخها، مضيفا أن الطراز المعماري يقدم دوما صورة عن المجتمع في جدلياته، وصورة لثقافته ومعاييره، ولأنساق الفعل والتفكير السائدة داخله، خصوصا وأن المعمار ليس مجرد علم وتقنية فحسب، بل هو أيضا بنيان ثقافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أما منتصر لوكيلي، المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة الشرق، وأحد المساهمين في تأليف الكتاب، فأوضح أن فن العمارة بالناظور في الفترة موضوع الحديث “يشكل مقاربة علمية لنسيجنا العمراني، وللوعي بقيمته وفهمه قلبا وقالبا حتى يتسنى لنا التنظير له وبه”.
وأضاف أن العمران بالمغرب عرف تلاحما وثيقا بين الرصيد المحلي والإسهام الأجنبي الذي يحمل المرجعية الاسبانية ذات الأصول الأندلسية، وأن العلاقة بين الأندلس والمغرب الأقصى في شماله مترابطة وترجع أواصرها إلى العصور القديمة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه رئيس مجلس جماعة الناظور، سليمان أزواغ، بأهمية مثل هذه اللقاءات التي تتمخض عنها نظرة ثاقبة لتأسيس مدينة تبني عمرانها بمرجعية محلية وتاريخية وجغرافية، مشيرا إلى أن المتمعن في النماذج المتنوعة للعمارة عموما يجد فيها عبقا من التاريخ، وإرثا من الفلسفة والثقافة.
وبالإضافة إلى الجهات المنظمة، شهد حفل تقديم كتاب “مدينة الناظور المغربية في النصف الأول من القرن العشرين .. العمارة والتاريخ الحضري”، حضور منتخبين ومهندسين ومهتمين وكذا فاعلين وإعلاميين.
تعليقات ( 0 )