بوابة المغرب الشرقي/ ب.قاضي
لعل تأزم الأوضاع الداخلية للجزائر أمام فشل التدبير الحكومي للملفات الثقيلة التي تعصف بها ، يجعل من مؤسسة التي تستنزف 11مليار دولار سنويا من ميزانية الدولة مجالا ناجحا لنهب أموال الشعب رغم عدم التصنيع أو حتى التركيب و إنما الميزانية الضخمة التي تستغل فقط لحماية كراسي الجنرالات عبر تكريس مفهوم حماة الوطن بزراعة نظرية المؤامرة مستندة على إعلام يدور في فلك النظام العسكري تقوده المخابرات ديارس .
بعيدا عن دمية رئيس الدولة أو عنوان “القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني” الصوت المتحكم في زمام الأمور سبق و أن عبر عنه عبدالقادر بن صالح الرئيس المؤقت السابق للجزائر أثناء لقاءه بالرئيس الروسي بوتين حيث قال بن صالح لبوتين في جلسة رسمية جمعت وفدي البلدين “فخامة الرئيس، أريد أن أطمئنكم بأن الوضع في الجزائر وضع متحكّم فيه وأننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة.. صحيح وسائل الإعلام تضخم حقيقة ما يجري في الجزائر” و هذا يعبر بجدية عن أن دولة الجزائر أضحت “مقاطعة روسية” حينها عبر العديد من المثقفين و الأساتذة الجزائرين عن سخطهم معبرين عنه “الجزائر ليست “قطاعا” وزاريا روسيا!” حتى الإعلامي المحسوب حاليا على النظام الحاكم حفيظ الدراجي تسائل آنذاك “أين هي العدالة (المستقلة) من كلام بن صالح في لقائه البارحة مع بوتين؟ لقد أحبط معنويات الشعب والجيش وأساء إلى الدولة ومؤسساتها، لكن بالمقابل رفع من معنويات الحراك الذي ازداد يقينا بضرورة استمراره بقوة إلى غاية ترحيل سلطة بائسة ذليلة..”.
كل هذا و ذاك يدل على أن كلمة دولة قائمة بذاتها مستقلة بقراراتها ليست موجودة بالجزائر و أن اليد الروسية إمتدت لكرسي الحكم بالجزائر و سيطرت عليه ، و هكذا حولت روسيا الجزائر لمحطة إستراحة مرتزقة فاغنر بإفريقا إن لم يحولها غباء و خوف حكام الجزائر لمحطة إستقرار لهم .
وتتحرك روسي بشكل قوي بسيطرة على قاعدة المرسى الكبير غرب وهران لإقامة قاعدة دائمة للقوات البحرية الروسية وتوسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة أهداف الهيمنة التركية، خاصة على مستوى غرب المتوسط، كما تروم تحسين قوتها الضاربة في مواجهة القوة المفرطة الأمريكية ي إستستغلال الضعف الحالي للنظام الجزائري لتحقيق اختراق إستراتيجي في قلب شمال إفريقيا.
تعليقات ( 0 )